جدائل الذهب رواية فلسفيّة تجمع أشكالا تعبيريّة مختلفة لتتفكّر في العمل، الهويّة، المصير، والمعرفة بمستوياتها المختلفة..
كيف يولد الوعي من الأفكار البسيطة؟
كيف تولد الثقافة من الابداع؟
هل ينتهي البحث عن الحقيقة والهويّة ؟
هذه الرواية تدوين لرحلة تأمّل وتفكّر وصلاة، تأخذ الروح المشرقيّة التائهة – كالسندباد بعد أن استنفذ رحلاته – فيها عدّة طرق، محاولة تقصّي إشارات تركها التاريخ على درب صعب.
هي بحث عن الروح والذات في مساحات مظلمة تنير بعض نواحيها أدلّة مبهمة ورموز زرعها آلاف الباحثين عن الحقيقة والجمال، والسالكين في طرق الحبّ المعجزة.
من صخب العالم العملي الجامد والقاسي، تنبعث أحيانا موسيقى لطيفة تكاد لا تٌسمع، ولكنّها مع ذلك قويّة جارفة، وتستطيع أن تقتلعنا من الأيّام العاديّة لترينا حكمة وجمالا أسمى من الكلمات.
تبدأ الحكاية مع شاب طموح يهاجر (هجرة مضاعفة) إلى بلاد مُتخَيَّلة باحثا عن إنجاز ما، فتتكشّف له تباعا طبقات من الأفكار تنشأ من عوالم متساكنة ومتوازية. أدلّة قد تكون وهميّة، ولكنّها مع ذلك موجودة بقوّة في فكره، تشدّه نحو مصير برزخيّ – هو قدر الرموز – يشبه مقطوعة من مقطوعات باخ يصنع التشابه فيه صورة للّانهاية.
على الطريق، يقابل شخصيّات هي أشبه ما يكون بأشباح تاريخيّة، يحييها صوتها المبدع الذي لا يموت، فتعود لتعيد التذكير بتجليّاتها وإن ارتدت أشكالا معاصرة. الطريق ذاتها ليست طريقا مستقيمة الاتّجاه، بل تتشعّب أحيانا فتخلق المزيد من الاحتمالات.
من العالم المادّي العملي، عالم العمل والكدح، وخوضا في عوالم الثقافة والعقل والأفكار، وصولا إلى عوالم روحانيّة مدهشة، تتجسّد مجموعة من الشخصيّات والأفكار والرموز لرسم معالم رحلة أزليّة، لبطل بألف وجه كما يقول كامبل.
